كُل إنسان يتمنّى أنْ يصل إلى تلك المرحلة من حياته التي ينعَم فيها بوظيفة تُناسبه، ويجد نفسُه فيها، ويكون قادراً على أدائها والتميُز فيها، ولكنْ ليس جديراً بكُل إنسان أنْ يمتلك وظيفة، خاصّةً وأننا نعيش في عصر التقدُم التكنولوجي الذي منْ سلبياته أنّه يحّل محّل الأيدي العاملة ويجعل إدارة أيْ شركة أو مصنع أن تستغني عن العُمال والموظفين، في ظل وجود آلات تعمل بدّقة أكثر وسرعة أكبر وعلى مدار الساعة، كل هذا جعل الحصول على الوظيفة ليس بالأمر الهيّن، وأصبحت العراقيل التي تُواجه المُتقدّم لوظيفة كثيرة وصعبة، لذلك يجب على كل شخص حالفَهُ الحظْ بوظيفة، اتبّاع الكثير من القواعد التي منْ المُمكن أنْ تجعل إدارة الشركة التي يعمل بها عدم الاستغناء عنه، ويُصبح مُوظفاً مُهماً في الشّركة ومُميزاً، وللوصول لهذا التميُز يجب أن يكون الموظف على دِرّاية بكافة الأمور التي من المُمكن أن تُساهم بتفوقه في عمله، والتي سيتّم ذكرها:
كُن واثقاً بنفسك
إنْ لم تكُن واثقاً بنفسك لن تُنجز المهام المُوكلّة إليك بالطريقة الصحيحة، فأنت من تُحدد قُدرتك على أداء المهام بالسرعة المطلوبة والشكل المطلوب في حال كُنت واثقاً من نفسك، كُن على قدْر المسؤولية التي على عاتِقِك، حتى تُثبت للغير بأنّك قادر على الإنجاز مهما كانت المُهمة صعبة، اجعل الثّقة بنفسك كبيرة، كُن السبّاق في إيجاد الحلول لصعوبات العمل التي تُواجه المكان الذي تعمل فيه، تعامل بكل ودْ وراحة مع زملائك المُوظفين، أظهِر لهم حُبّك واحترامك، أظهر ثقتِك بنفسك أمام الجميع، حتى أمام رؤسائك في العمل، كُن جديراً بجعل من يراك يرى تميُزك وهُمتُك العالية، وتفانِيك في أداء العمل على أكمل وجه.
كُن صادقاً
إنّ الصّدق من أسمى المعاني التي يُمكن أن يتسّم بها شخص، وتأكّد بأنك لو كنت صادقاً سيُحبك الجميع وسيثِق بك الجميع، وصدقُك سيجلِب لك الخير، والرجل الصادق دائماً ما يتقرّب منه ُالناس، يجب أن تكون صادقاً مع نفسك في إتمام المهام التي تخصُك، ويجب أن تكون صادقاً في الالتزام بكافة القواعد الأخلاقية والنُظُم والقوانين التي تستظّل بها الشركة أو المكان الذي تعمل به، أنت كموظف تُؤتمَن على الكثير، لذلك لا بدّ أن تتعامل بصدق في كل الأمور التي تُنجزُها كي تُبقي في نظر الجميع أنك من المُميزين والذين يؤتمن لهم.
كُنْ مُجتهداً
منْ المعروف أنّ لكل مُجتهد نصيب، ومن يزرع سيحصُد بعد ذلك، لذا يجب عليك كموظف أن تجتهِد في وظيفتك، وأنْ تقوم بعملِك على أتّم وجه، اجعل هدفك من هذه الوظيفة أن يُوصلك إلى أعلي المراتب، وكُن على يقين بأنّ ذلك لنْ يحصُل إلا ببذل مجهود كبير، لا تتكاسل ولا تتباطأ، ولا تُؤجل عمل اليوم إلى الغد، افعل كل شيء في وقته كي لا تتراكم عليك الأعمال وقتها لنْ تُنجز الأعمال بكفاءة عالية، تمتّع بالنّشاط اللازم، وأظهِر لرؤسائك أنّ توظيفك مكسب لهم، اجعلهم يروا فيك المُوظف المِثالي الذي يتمناه أي رئيس،وآمن بأنّك كلما اجتهدت أكثر في عملك كلما وصلت أسرع لهدفِك، لأنّ هدف كل موظف أن يرتقِي في عملِه ويُصبح رئيساً لا مرؤوساً، فاجتهِد تكُن ما تريد.
كُن مُبادراً
إذا أردت أنْ تكون مُوظفاً مُميزاً حقّاً، فكُن من المبادرين الذين يُنجزون الأعمال بالطريقة الصحيحة دون انتظار التوجيه من المرؤوسين، بادِر بطرح الأفكار الجديدة التي من شأنِها أنْ تُسهل العمل وتُنجزُه بشكل أسرع، بادر بتوجيه زملائك في العمل بالطريقة الصحيحة لإنجاز المهام، اصنع لنفسك مَجدّاً بوضع بصمتّك بالمبادرات التي تُقدمُها، فهذا كفيل بأنْ يروك مُميزاً، ومُحافظاً على مصلحة العمل وتفعل ما بوسعك ليكون هناك إنجازاً يُقدّره الجميع.
كُن ملتزماً
إنّ منْ أهم القواعد التي تجعلك في قائمة المُميزين، هو التزامُك بكل القواعد والقوانين التي تجعلك لا تحيد عن الطريق الصحيح، ذلك الطريق الذي لا يسلُكه إلا الموظفين الذين لديهم أهداف واضحة يسعون لتحقيقها، إنّ التزامك يعني أنّك ستُنجز أعمالك دون تأخير أو أخطاء، وفي أيْ وظيفة لا بُد من أنْ تهتم بالالتزام بالوقت، فالتزامِك بالوقت يعني أنّك حريص جداً على الإنجاز وحريص جداً على عدم التأخُر، وتحترم الوقت، ذلك الالتزام الذي ينتظرُه منك رئيسك في العمل.
كُن ماهراً
اجعل من نفسِك شخصاً يملُك مهارة في كافة المجالات، مهارة التعامل مع الآخرين وبناء العلاقات، مهارة التحدُث وطرح الأفكار الجديدة، مهارة الإنجاز في العمل بالسرعة والأداء المطلوب، مهارة الوفاء بكل الواجبات التي تكون حُدّدت لك، لا تترُك فراغاً في حياتك إلّا وأشغلتُه بكل ما هو جديد ومُبتكَر، اجعل المهارة تحتّل تصرفاتِك في كسر روتين يومك في العمل، وعلاقتك بالآخرين، تعوّد على أن تكون ماهراً في رسم الابتسامة على منْ حولك، كُن ماهراً في اتصالك وتواصلك مع الآخرين، اترُك بصمتِك في كل مكان، ساهم بمهارتك في مُساعدة الآخرين، ولا تترُك أحداً طلب إعانتك ومساعدتك، فكل هذا من شأنه أن يجعلك موظفاً مُميزاً ويحترمُك الجميع.
طوّر نفسَك
الكثير من الموظفين يتبّعون نفس أسلوب عملهُم كل يوم، ومع التسّارُع الكبير في الأعمال يزداد الضغط على المُوظفين، ويجعل أدائهم غير مُتناسب مع السرعة التي تسري بها الأعمال، وهذا من شأنّه أن يُبطئ من كفاءة الموظفين، وليس ببعيد أن تقوم الشركة بالاستغناء عنه واستبداله بموظف ذو مهارة عالية يستطيع مُجاراة المهام التي يجب إنجازها، لذا لا بُدّ من أنْ تكون مُوظفاً مُتميزاً بتطوير نفسك، وأدائك، ومهارتك، لا بد أنْ تقرأ وتستطلّع كافة الأفكار الجديدة التي من شأنها أن تُضيف الإبداع لعملك والسرعة في إنجازه، هناك الكثير من الطُرق التي يُمكنك من خلالها تطوير نفسك وذلك عبر دورات تدريبية أو ندوات أو قراءة الكتب والمقالات، ومُتابعة كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا والذي يُمكن استخدامُه في العمل لتسريعُه وجعله سهلاً ويسيراً.
كُن هِندّاماً
إنّ أول ما يُعطيك الانطباع الأول عن موظفين في مكان ما، هو مظهر المُوظفين، وهِندّامهم، فعندما نرى موظفين مظهرُهم غير مُرتب ولا يهتمون بأنفسهم، فستكون فِكرتُك الأولى أنهم مُستهتِرون وغير جيدون للتعامُل معهم، وأنّ المكان الذي يعملون فيه رديء ولا يوجد به أيْ اهتمام، هذا عكس أنْ تذهب لمكان ترى المُوظفين فيه في قمة أناقتِهم وترتسِم على وجوههم ابتسامة استقبالك، ومكان مُرتّب وهادئ ونظيف، هذا من شأنه أن يجعلك مُرتاحاً وسعيداً، ولكي تكون موظفاً مُتميزاً لا بد أنْ تهتم بمظهرِك وهِندّامِك، وأنْ تكون أنيقاً مُبتسِماً، لكي تُعطي انطباعا جيداً عنك لكل من يراك ولو للمرة الأولى.
كُن مُنظّماً
تأكد أنّك عندما تُنظّم حياتك، ستكون مِرتاحاً وسعيداً، فحياة أيْ شخص غير مُنظمّة تكون سيئة، ويُهدر وقتاً كبيراً من يومه لا يفعل فيها ما يُفيده، إنّك كموظف في مكان عملك لا بد وأنْ تُنظّم عملك، وتُنظّم المكان الذي تعمل به، فتنظيمُك لعملك سيساعدك على الإنجاز، ويجعلك أقرب إلى أنْ تُحقق هدفك، وما ترنُو إليه من تلك الوظيفة، نظّم وقتك واعرف ما ستفعلُه بكل دقيقة من حياتك، حتى لا تندَم بعد فوات الأوان.